حسناً، ليس بأمر غير إعتيادي أن يكذب علينا وزير في سوريا، وليس من الغريب أن يقول مسؤول حكومي سوري في دمشق ما هو مخالف تماماً لمجريات الحرب، أعلم هذا، لكن الغريب برأيي أن يستمر في الكذب في وقت لم يعد أحد في البلاد أياً كان موقفه السياسي بمصدق لما يقوله مسؤول في السلطة السورية التي لم تعد تسطير على أحد.

المهم، وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أطل بعد صمت رسمي طويل على شاشة التلفاز الرسمي يوم الثلاثاء -21 تشرين الاول 2014- ليتحدث عن عرب العرب- كوباني التي تشهد معارك يتابعها العالم، ويقاتل فيها كرد وعرب وأتراك وأفغان، جهاديون وعلمانيون، ديمقراطيون وفاشيون ونازيون، ليقول بأن النظام السياسي في البلاد يقدم الدعم العسكري للمقاتلين هناك، وهو أي ذات النظام، لا ينساهم ولا يتجاهلهم، أطربنا الوزير بكلام معسول عن قيمة عين العرب التي تدكها طائرات تحالف دولي ويحاول أخطر تنظيم يهدد البشرية إقتحامها، حسناً هذه الكذبة الأولى التي لم نكن نحتاج لدليل كي لا نصدقها، إذ لا يمون النظام في سوريا على الزبداني التي تبعد بضع كيلومترات عن دمشق، فكيف بإمكانه أن يقوم بإيصال السلاح إلى أقصى الحدود السورية التركية؟ ومع هذا كان لا بد من دليل فريما كان النظام جباراً ونحن لا ندري؟ الرد أتي من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعرف اختصاراً بـ (YPG) التي نفت صحة كلام الزعبي وقالت اليوم -الخميس 23-10-2104- إن ” هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وأن النظام السوري لم يرسل أي أسلحة أو ذخيرة لمقاطعة كوباني”. نعرف الآن ماذا سيحدث، سيصمت الوزير تماماً، أو سيقول إنه أرسل السلاح لكن “أعلام سفك الدم السوري” رفض أن يعترف.

الوزير الزعبي ذكر امراً سريالياً آخر، إذ قال بأن تنظيم داعش أمتلك بالفعل طائرات حربية استولى عليها من مطار الجراح العكسري الذي اقتحمه قبل أشهر في مدينة حلب، ورغم ان واشنطن قالت إن لا علم لها بالأمر، ألا أن الزعبي اكد أن داعش امتلكت طائرات ولكنها منسقة ولا تعمل وليس طائرات!! وأضاف الوزير: دمرت طائراتنا الحربية تلك الطائرات، دمرت اثنتين منهما ولا يزال البحث جارياً عن ثالثة…”  فاجئنا الوزير!!، لكن وهذه المرة رد المرصد السوري المعارض بأن الوزير يكذب والعياذ بالله، فقال المرصد بإيجاز “الطائرات التابعة للنظام لم تنفّذ أي ضربة جوية على مطار الجراح” أصابنا الضياع أمام التصريحات؟ لا، في الحقيقة لم نضع ولم نصاب بأي إرتباك، لماذا؟ لأننا متمرنين على كل هذا من سنوات عديدة، وفي الحقيقة لا أعلم لماذا أشاطركم هذا في الأصل، فعلى الأغلب أنتم غير مهتمين بالوزير وبكلامه والردود عليه، وربما تبحثون عن مركب تهربون به إلى بلاد الله الواسعة، أو مشغلون بوجبة ما.

شخصياً كنت قد أجريت لقاء صحفياً مع الزعبي قبل أن يصبح وزيراً، حينها كان عضواً في لجنة مهمتها أن تعدل الدستور في البلاد، بعد أكثر من ساعة ونصف من الحوار، وحين انتهينا قال لي الزعبي،:هل فهمت شيء مما قلته؟  قلت له :لا، قال وهو المطلوب.

قصي عمامة