إنتبه، لا تجعل أحد يلاحظ أنك تصور عبر هاتفك المحمول هذا الشارع، هذه كراجات العباسيين، العقدة التي كانت تصل دمشق ببقية المناطق الشمالية منها. ما تشاهده في الفيديو هو خط جبهة في يوم هادئ، هناك مارة اليوم، ومركبات تنقل الركاب من دمشق إلى أحيائها الجنوبية، هذا الشارع الخالي في عمق الصورة، كان يصل بك إلى كرجات “البولمان” هذا ما يطلقه الدمشقيون والسوريون على الحافلات التي تسافر بهم إلى حمص وحماة وحلب واللاذقية، لكنها الآن منطقة مقنوصة، أي من الممكن أن يصطادك قناص بعيد برصاصة ترديك، حدث هذا عدة مرات سابقاً.
“جوبر” قريبة جداً مننا، تظهر بعض أبنيتها في الصورة الرديئة التي إلتقطها جهازي المحمول، وكذلك القابون التي لا يظهر شيء منها في ذات الفيديو، لا شك أنك قد سمعت بالحيين، ففيهما جرت أكبر معارك العاصمة، وأكثرها تهديداً لسكانها.
من هذه الفتاة؟ لا أعلم كنت منشغلاً بالتصوير حين دخلت إلى الكادر وغادرته، في الثانية الأربعين أحاول أن أصور أين تتموضع دبابات كانت تقصف جوبر، في يوم التصوير لم يكن هناك قصف.
عند الدقيقة وإثني عشرة ثانية ظهر باب كراج “الهوب هوب” وهي محطة إنطلاق الباصات القديمة والرخيصة وغير المريحة التي تنطلق بك أيضاً من العاصمة باتجاه المحافظات السورية الأخرى، طبعا الآن لم يعد هناك من رحالات تقريباً، فالاقتراب من ذلك الباب قد يعني موتك بنسبة كبيرة بحسب حدة الإشتباك بين المتحاربين هناك.
عمامة -دمشق 26-10-2014
لقد كان الثمن باهضا جدا
خراب سوريا باهض جدا