arablog.org

سدهارتا والسائق (x)

هل قرأت “سدهارتا” الرواية التي كتبها ” هيرمان هيسه”؟، حسناً هي رواية ممتعمة ومتعبة في ذات الوقت، ممتعة لأنها تحكي لك قصة كاهن قرر الإنغماس في ملذات الحياة، بعد تصوف وزهد طويلين، فترك الجبل وتوجه نحو مدن عدة، ليلهو فيها بين الخمر والنساء والحب والمال، في رحلة فهمت منها على أن بحثه وتصوفه لم يتوقفا بل أخذا شكلاً جديداً للبحث عن الله، ربما لا يكون هيسه يريد ذلك، لكن هذا مافهمته أنا، أو ما أردت ان أفهمه، وطالما كنت أطن أنني من قلائل قرأوا هذه الرواية، إلا أن اكتشفت ان سائق تكسي قرأها أيضاَ.

في دمشق ومنذ ثلاث سنوات، تعتاد ان تكون حذراً في التكسي، فربما يكون السائق مخبراً، ينتظر منك أي زلة، لكن السائق الذي سأرمزه له بـ (x) لأني لم اعرف اسمه، أجبرني على التخلي عن حذري، ففيما كان الطريق مزدحماً والحرارة مرتفعة، والحواجز منتشرة، قال (x) : هذه آخر الإصلاحات، وفي دمشق تعني كلمة الإصلاحات هو كل ما فعلته السلطة السياسية منذ عشرة سنوات، وسمته إصلاحاً، الطريقة التي تحدث بها (x) كانت مستهزءة، بقيت أنا حذراً، ليقول (x) فجأة:
إلا تفكر بالسفر؟
قلت له: بلا، من لا يفكر؟
قال (x): أنا لا أفكر.. لماذا أسافر؟
حسناً، إن (x) يستدرجني لأقول له بإن البلاد تتحطم ولم يعد هناك من فائدة للبقاء فيها، لكن (x) استطرد قائلاً:
هل تعلم لماذا لا أفكر بالسفر؟
قلت ببراءة:
لماذا؟
(x): لأني لا احب أن أفكر بالمستحيل، أنا أتبع تعاليم بوذا، لا أرى لا أسمع لا أتكلم، فأنا كسدهارتا..
صدمت، قلت له: تعرف الرواية؟ فقال نعم، قرأتها في رحلة سابقة من دمشق إلى طرطوس، وفي طريق العودة قرأتها ثانيةن إنها ممتعمة، قلت له كم عذبتني لعتها، قال: المتعب هو بلزاك، جلد الحبب أرهقني للغاية، كنت غير مصدق، قلت له إن جلد الحبب أكثر قوة وجمالاً من سدهارتا، عارضني وقال لا سدهارتا هي رحلة بحث أحبها…
كنت قد وصلت إلى مقصدي، ويجب أن أغادر السيارة، فسألته كالمعتاد بالعامية السورية، “أمرني معلم”، أي كم تريد لقاء نقلي؟
قال: …as you like

 

قصي عمامة 29/10/2014

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins