arablog.org

القيامة في المخيم

 

هذا فتى يافع يلتقط صورة تذكارية مع رغيف الخبز قبل شهرين من الآن، لا شيئ في عقله فهو سليم العقل، لكن لا شيء في بطنه منذ أسابيع واليوم سيأكل، فقد دخلت المساعدات الغذائية إلى الأهالي المحاصرين، اليوم سينظر للصورة ويدرك كما كان محقاً فيما فعل.

كأنها قامت فقط عليهم، سكان مخيم اليرموك من اللاجئين الفلسطنيين في جنوب العاصمة السورية دمشق، المخيم المحاصر منذ تموز عام ٢٠١٣، سجل حتى الآن ١٧٧ ضحية لم يموتوا بالقصف والقتص، بل من الجوع أو نقص الدواء والخدمات الطبية.

 

لم يكن يكفي هذا، فقد دخل تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” المخيم في الأول من نيسان ٢٠١٥، فيما قام النظام السوري باستخدام البراميل المفتجرة خلال عمليات قصفه للمخيم للمرة الأولى بحجة التنظيم، المخيم الذي كان يسكنه قبل الأول من نيسان ١٨ ألف مدني، بات يضم اليوم ١٢٠٠٠ منهم، البقية توجهوا إلى بلدة يلدا المجاورة التي تسيطر عليها كتائب من المعارضة السورية.

هي القيامة هناك، هكذا وصف شاب من داخل المخيم لي، ليلة ٢٩ نيسان حين ألقى النظام أكثر من ١٦ برميلاً متفجراً خلال نصف ساعة، فيما تبع ذلك صواريخ “الفيل” البالستية كما تسمى في سوريا، لأن صوتها يشبه صوت الفيل، هي صواريخ أرض أرض.

لا أحد في المخيم، قال ساسة سوريون عن اليرموك، بشار الجعفري مندوب سوريا في مجلس الأمن أعلن أن الف ذكر فقط معظمهم إرهابيون يتواجدون في المخيم اليوم، انتفض السكان في اليوم التالي وتظاهروا وصورو أطفالهم كي يقولوا إن المخيم يغص بهم، لكن سياسياً فلسطينياً أكد كلام الجعفري في يوم المظاهرة، أحمد مجدلاني وزير العمل الفلسطيني قال من رام الله “هم ألف من الذكور والارهابيين، جميع السكان رحلوا” قال مجدلاني.

إلى فلسطين يقول السكان اليوم أنهم يريديون الذهاب بعد المخيم، يرفعون الصور ويهتفون وهم جياع علّ أحد ما في هذا العالم يسمع.

قصي عمامة

٢٩ نيسان ٢٠١٥

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins