arablog.org

من هي النجمة التي تعرت تماماً؟ شاهد من هنا

حسناً، لقد وقعت في الفخ، يجب أن نعتذر لك الآن ونقترح عليك مغادرة المقال، فليس لدينا صور مثيرة، لكن قبل أن تغادر، هل تريد أن تعرف ما الذي حدث ولماذا أنت هنا؟ إذ رغبت بالحصول على الإجابة يرجى أن تتابع القراءة.

عملياً لست الوحيد الذي انطلت عليه حيلة العنوان الخادع، عشرات فعلوا مثلك، ببساطة لقد وضعنا لك عنواناً يقوم أكثر من 80 % من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالضغط عليه، أي أنت لست مذنباً، تصرُّفك طبيعي جداً، حتى الآن.

ما حدث معك يسمى صحفياً “العنوان الخادع” أي العنوان الذي يوحي لك بأنَّ المادة الصحفية المرفقة، تحتوي تماماً على ما دلَّ عليه العنوان، لكن الحقيقة غير ذلك، لكن قبل أن تغضب، عليك أن تعلم أنَّ هذا شرعي تماماً في عالم الصحافة، لكنه انتشر أكثر من المعتاد، وبات آلية يومية لكثير من المواقع الصحفية العربية، وحتى العالمية، منذ انتشار الصحافة الإلكترونية، ثم ظهور مواقع التواصل الاجتماعي.

العنوان الخادع أو الصادم كان يستخدم في الصحافة التقليدية، أي: الورقية منها، وذلك لجذب القارئ لمتابعة الخبر، من خلال زرع الدهشة فيه، وبمعنى أدقَّ من خلال اللعب على فضوله، ويتمُّ ذلك من خلال التلاعب بالكلمات، كما كانت ومازالت تفعل المجلات الفنية حول العالم، والأمثلة كثيرة، فلا بد أنك قرأت يوماً عنواناً من هذا النوع:

«إلقاء القبض على “س” في بيت دعارة»

بافتراض أن “س” هو اسم ممثلة، فإنك حتماً ستقرأ الخبر، لكنك سرعان ما ستكتشف أنَّ “س” تمثل دوراً في فيلم تعلب فيه دور ابنة هوى، وقِسْ على ذلك.

عملياً، كان هدف الصحف والمجلات هو البيع، أن تشتري المجلة أو الجريدة كلها، بالتالي كنت تحصل على كلِّ المنتج، أي من الصحفة الأولى أو الغلاف حتى الأخيرة، بما فيها من سياسية، واقتصاد، ومنوعات، وثقافة، اليوم تغير الوضع في الصحافة الإلكترونية، فأنت تختار أن تدخل إلى باب دون سواه، هذا يزعج رؤساء التحرير.

وسابقاً، كنت زبوناً حقيقياً، لأنك تشتري الجريدة كلها، تدفع المال لقاء ذلك حتى قبل أن تقرأ، اليوم مازلت تدفع المال، رغم أنك تشعر أن المنتج الصحفي معروض عليك بالمجان. كيف؟.

الصحافة الإلكترونية مجانية في الشكل، وهي رخيصة التكاليف إذا ما قارنتها بغيرها من المنتجات الصحفية، لكنها تبقى مكلفة، وعليها أن تربح، ولا سبيل لبيعك شيئاً عبر الإنترنت بالذات في العالم العربي، لذلك وجدت لك المؤسسات الإعلامية دوراً في عملية الربح، صار اسمك «الزائر» أو «المستهلك»، بدلاً من القارئ، ولنسميك الآن الزائر.

يريد رؤساء التحرير حول العالم، وفي كلِّ الفنون الصحفية أن يجعلوك تزور موقعهم، وأن تكون زبوناً لديهم، لكنك قد تكتفي بتصفح ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن تدخل إلى الرابط المرفق، لذلك لا بدَّ من جرك إلى الموقع، يوضع عنوانٌ برَّاقٌ وساخن ستلحق به، بالذات إن كان هناك مادة سهلة المتابعة بالنسبة لك، كالصور والفيديو، التي لا تحتاج حتى لجهد القراءة.

بالتالي: كلُّ زيارة تعني ارتفاع عددَ القراء للموقع، الرقم النهائيُّ يحوِّله رئيس التحرير لمدير التسويق، الذي بدروه يحمله ليضعه على طاولة المعلن، الذي يقبل أن يدعم الموقع مالياً عبر إعلانات المنتجات الخاصة به في الموقع، الذي تزوره أنت.

الشبكة السابقة هي الأبسط، إذ قد تتمُّ الآلية وفق التالي في عالم اليوم:

يضع المعلن صاحب مصنع مثلاً إعلاناً في موقع صحفيٍّ، ولا يدفع المال، يتفق مع رئيس التحرير على أنَّ المالَ مقابلَ الإعلان يتفق مع عدد الزيارات والنقرات التي تسجل على الموقع، يحيك لك المحرِّرون المكائد الصحفية من خلال العناوين، تدخل أنت الموقع، تنقر، يزداد رصيد رئيس التحرير من المال.

الموقع الشهير يوتيوب يرخص ذلك، كل الإعلانات التي تقاطعك، وأنت تشاهد أغنية أو مسلسلاً، تكون قد سمحت أنت بموجبها بتمرير المال من صاحب الإعلان إلى من حمل المادة الفلمية على الموقع، لكن تذكر أنك تشاهد بالمجان إذا ما اقتطعنا تكاليف اتصالك بالإنترنت.

الآن راقب المواقع الصحفية حولك، أو تلك التي على الأقل قد أعجبت بصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كلها تنصب لك الفخاخ كلَّ يوم، من خلال عددٍ من الكلمات السحرية، التي أشهرها: «شاهد، ثم استمع»، لكن «شاهد» تبقى في المركز الأول، ومع أنَّ بعضها من أكبر المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية، وقد تشعر أنه من الغريب أن تستخدم مؤسسة كالشرق الأوسط، أو الحياة، أو النهار، أو LBCI هذا الأسلوب بين عناوينها وأخبارها.

السبب باختصار هو ما يسمى في خطط التسويق الإعلامي بـ «التعرّض»

التعرّض ببساطة هو محاولة الوصول إلى زبائن غير متوقعين لا تستهدفهم المؤسسة في خطها الصحفي أو التحريري، لنشرح ذلك من خلال هذا المثال:

لنفترض أنَّ صحيفة مثل «السياسية الكويتية» تستهدف القارئ الكويتي والخليجي في خطها التحريري العام؛ أي: فيما تنشر من أخبار ومعلومات، لكنها تريد في الوقت ذاته أو في بعضٍ منه أن تحصل على قراءات من زبائن ليسوا بدائمين، ولن يكون أبداً دائمين، ماذا تفعل؟.

تنشر السياسية أخباراً فنيةً وترفيهية، وصوراً، ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر موقعها، مع هذا النوع من الأخبار، ووفق آلية العنوان الخادع، ستسجل للسياسية زيارات جديدة وغير منتظمة، فضلاً عن زيارات قرائها الأساسيين، وليس من المهمِّ أن يعود هذا الزائر لاحقاً إلى الموقع، فهو ليس زبوناً مستهدفاً.

أنت مهما كانت ثقافتك أو درجة حذرك فستقع في الفخِّ عشرات المرَّات، من دون إرادة تقريباً ستضغط على الرابط حتى حين تكون متأكداً من أنَّ العنوان ينتمي إلى العناوين الخادعة، هو فضولك ورغبتك في ملاحقة الغريب، تحتاج إلى كثير من التمرُّن كي لا تقع في هذه الأشراك، أو ستفضل أن تقع فيها؛ فهي من باب التسلية في النهابة.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins