arablog.org

حارة النور- المحظيات

 

المحظيات

عرفت نعيمة الكثير من الرجال، حتى إنها لا تتمكن من عدِّهم، تعرف أنهم فوق المئة، لكنَّ سامر الشامي هو أكثر من أحبت، وهو أكثر من نفاها وتركها على هامش حياته، عاملها كمحظية لا أكثر، سلمته كلَّ شيء، حتى تلك الاشياء التي لا تسلمها النورية عادة للرجال الذين يدفعون المالَ لها لقاء ليلة في السرير، بالمجان تمكن سامر من امتلاك نعيمة مراراً وتكراراً.

النور ليسوا عاهرات تماماً، قبل أن تبلغ سوريا الخامسةَ عشرة، سألت أمها نعيمة بعد أول زيارة لها للملهى الليلي في التلِّ عن أمر غريب شاهدته، قالت لها: إنَّ سعودياً ترك الصالة التي كانت ترقص فيها سوريا رقصتها الأولى، وتوجه إلى مكتب المدير، وصلى العشاء، ثمَّ عاد للصالة. نعيمة الخبيرة في هذا النوع من التصرفات قالت لسوريا: إنَّ السرَّ بسيط، الخليجيون متدينون ويحبون النساء ولا يزنون، لذلك وجدوا في النَّوَر ما يريدون في الخليجين، رجال يريدون متعة النظر، وقليلاً من اللمس، ولا يصلون إلى السرير إلا نادراً، فيما وجد الخليجيون في النور ما يريدون أيضاً، نساء من كلِّ الأعمار وبينهن قاصرات، يرقصن ويتمايلن ويقبلن، ولا يقع الخليجي في المعصية الكاملة.

حين وصل خلف الإماراتيُّ إلى سوريا من جنوبها، عابراً السعوديةَ ثم الأردن، بدأ فوراً بالسؤال عن حيِّ مساكن برزة، كان جميع الشباب في الخليج العربي يعرفون اسم الحيِّ الدمشقيِّ الحديث نسبياً، على أنه مكان التمتع بالنور في البلاد، خلفُ كان يبلغ الثلاثين، وهو لن يرضى بالقليل من النظر كما أبناء العشرينيات، طلبها في السرير، وهو أكثرُ من صرف المال عليها، في البداية غضب زوجها توفيق من هول الطلب، لم يسبق أن نامت نعيمة مع رجل أخر بحسب ما يعتقد، هو لا يعرف بأمرِ الشامي، لكن أمام المبلغ الكبير والتعهد الذي قطعه الإماراتي بأن الحمل لن يقع، قبل توفيق بالعرض، وترك المنزل مباشرة بعد أن أوصل الإماراتي إلى غرفة نوم نعيمة.

وقف خلف في غرفة نوم نعيمة، وبدأ يداعبها بخشونة، أغلب الرجال الذي عرفتهم نعيمة، يدسون أيديهم مباشرة في مواضع لا تحبُّ المرأة أن تصل يدُ الرجل إليها قبل أن يكون فمها قد أنهك وانهارت كل مقاومتها، لا تريد أية امرأة أن تشعر أن الوصول إلى المتعة الكاملة معها سهلٌ وسريع، حتى لو كانت نورية، لكنها اعتادت على قسوة الرجل وتسرُّع الواحد منهم، سرعان ما تعرَّيا، نعيمة تنتظر حركته الأخيرة، ليدخل بي وينهي هذا، لكن خلف ظلَّ يناور بها، ويكثر من طلباته، يقترب كثيراً من امتلاكها الأخير، ثم يفرُّ، ظلَّ لأكثر من ساعة، يمنعُ الثور فيه من اللقاء، إلى أن انتشى وانهار على السرير أمامها، احتارت نعيمة، هل لم أعجبه؟ لمَ لم يكمل الأمر؟ هل سينقص المال الآن بعد أن اختصر، اقتربت من أذنه مداعبة وسألته عن سبب امتناعه عن الايلاج، خلفُ المرهق، قال لها: إنه لا يريد أن يزني، فالزنا من الكبائر، قال خلف، وهو مايزال يلهث، هو لا يريد إلا الذنب الذي من الممكن الاستغفار عنه، راح يشرح لنعيمة العارية على السرير ذاته أنَّ المحصن المتزوج يكون عقابه أكبر من ذلك غير المتزوج إن زنا، وأنَّ كل ما فعلها اليوم معاً ليس زنا، لأنَّه لا جماعَ كاملاً تمَّ بينهما.

قبل أن يمضي ترك خلف كامل المبلغ الذي اتفق عليه مع جمال في غرفة النوم لنعيمة، بقيت في ذاكرة نعيمة تلك الليلة على أنَّها تأتي بالمال الكثير من دون خسائر كبرى، ساعدها لونها الأبيض مراراً في الحصول على أكثر الرجال غرابة في السرير، ضربت بعضهم وفق طلبهم، وشتمت آخرين، حتى إنها جرحت خليجياً بسكين حملها معه إلى السرير، حين نزل الدم منه، قذفت شهوته وارتجف وشكرها، كانت نصف عارية حين انتهى محبُّ الدم منها وانتهت منه.

اليوم، تنام نعيمة باكراً، هذه وقفة رمضان، وملاهي التل وطريق معربا تغلق احتراماً للشهر الكريم، كما أنَّ الخليجين لن يأتوا سوريا حتى العيد، لا مرابح طوال شهرٍ كامل، ادخرت نعيمة كما غيرها من نور الحارة المالَ من أجل صرفه طوال الشهر.

يبدأ نهار نعيمة حوالي الساعة الثانية ظهراً، حين يعود أولادها من المدرسة، صبيها المحبَّبُ محمد، يصل أولاً، فيما كانت سوريا قد أوقفت عن الذهاب إلى المدرسة منذ أن بدأت تنزل مع نعيمة إلى الملهى كي تتعلم وتفكَّ عقدة الخجل التي تلازمها، لا تعِدُّ نعيمة الطعام تشتريه جاهزاً وتكتفي بإعداد الشاي للغذاء، تأكل العائلة فراداً، كلٌّ على حِدَةٍ، توفيق مايزال يستيقظ عند الخامسة مساء في رمضان، مع آذان المغرب، يدخل النور الذين عادة ما يبقون في الحارة إلى منازلهم، حتى ما بعد آذان المغرب، ثم يخرج الجميع، نساء ورجالاً باتجاه المسجد لأداء صلاة التراويح.

في جامع ابراهيم الخليل، تجد نعيمة زاوية لها بين المصليات في العلية، فيما يجلس توفيق في الصف الأول خلف الإمام، هو لم يغتسل ولا لمرَّة في حياته، ودائم الجنابة، لا هو ولا نعيمة ولا أي نوريٍّ يعرف ما الذي تعنيه الجنابة أو ما هو الغسل وفق ما تنص الشريعة؟.

أول مرة دخلت فيها نعيمة جامع إبراهيم الخليل، أصابها الذهول، المصلى الكبير والمحراب والمنبر، سبَّبا لها رهبة لم تعرِفْ كي تفسرها، لم تسمع صيحات الرجال من حولها، وهم يصرخون عليها بأن تخرج فوراً من مصلى الرجال، لم تكن تعرف أنَّ للرجال مصلاهم وللنساء مصلاهم، غادرت بعد صياح لم تشارك فيه على غير عادتها، وصعدت العلية، التي مكنتها من متابعة تأمل صحن الجامع، لم تلتفت إلى النساء الكثيرات من حولها اللواتي لا يشبهنها أبداً، واضحة المعالم بينهم أنها نورية، حجابها الذي لا يستر كلَّ شعرها، وجلبابها رقيق القماش كثير الالتصاق بجسدها، ظنت للوهلة الأولى حين اصطفت مع النساء للصلاة أنها ستطرَدُ، لكنَّ أحداً لم يعترض على وجودها، قلدت كلَّ الحركات وأخطأت في بعضها، لم تعرف ما الذي تقوله حين يصمت الإمام، ولا الذي تتمتمه النساء من حولها حين الركوع وحين السجود، لكنها شاركت في كل صلاة التراويح، حتى غادرت مع كلِّ النساء لتجد توفيق يدخن في صحن الجامع وينتظرها، سألته إن صلى وإن اعترض أحد على وجوده، وعلمت أنَّ صلاته مرَّت بسلام ومن دون أي اعتراض، دخل النَّوَرُ المسجد، انتصرت نعيمة.

علمت النساء في الجامع نعيمة أصول الصلاة، ما الذي يقال مع كلِّ حركة، حفظت نعيمة الدروس، وشردت أثناء درس الإمام ما بعد التراويح، لكنها لا تغادر إلا حين تنصرف جميع النساء، لم تفهم ما يقول الشيخ، ولا يعنيها كلامه عن الجنة والنار، النساء في إبراهيم الخليل كنَّ يعولن على توبة نصوحة تعلنها نعيمة في نهاية الشهر، ونعيمة تعوِّل على المزيد من القبول في الحارة، فمع قوَّة المال معها، ورضى المخفر عنها، يبقى رضى النساء وتصالحهن مع وجودها، كي تكون الحارة آمنة للنَّوَر.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins