arablog.org

باريس وإرهابنا المُتنقل

لماذا فعلوا هذا بنا، يسأل الغرب نفسه بسذاجة طيب لا يصدقها أحد، ويحلل ساسته السبب بذاكره مثقوبة يصل الاستنتاج إلى ما لا يخطر على بال، الارهاب يحتاج حرباً شعواء، كي يخمد، ولأجل هذا الهدف، لا بأس بالتحالف مع أشنع الاعداء، حتى الولائك الذي يعادون شعوبهم، وينكلون بأمهات واطفال وعجز.

لا أحد هناك في شمال العالم  سمع لمظلوم أوسمع به، وفي العلاج سيقرر الغرب كما كل مرة أن يزيد من ألم الضحية علها تنسى أنها قتلت قبل الأن,

 

المعادلة أقل تعقيداً مما تصور، وهي في ذات الوقت أقل بساطة مما يريد لها المتضرر الفرنسي أن تظهر للعالم، الإرهاب أياً كان مصدره هو نتجية وليس السبب، وتجفيف منابعه كما تجب الادارة الامريكية أن تفعل لا يتم بقصف عبر الطائرات من دون طيار، بل بالعمل على إيقاف اسبابه في سوريا والعراق

اروبا الخائفة من العرب والمسلمين، تبدو وكأنها بكل ما تملكه من أجهزة استخبارات، جاهلة أمام الفكرة شديدة البساطة، داعش هي فكرة وجدت لها مكاناً في ارض الظلم، وكل فعل لا بد له من رد فعل يوازيه في التطرف، ويجاريه في الاتجاه، ويعاكسه في عدد الضحايا.

اليوم ، كأن القصف بالسلاح الكيماويلم يمر فوق كل خط أحمر، ووكأن الموت لم يستمر الموت  شرقاً وغرباً في بلاد صارت الأخطر في العالم، ليأتي القصف بالسلاج الفسفوري، من دون أي رد فعل ولا حتى صوتي أو قلق أو معدود الأيام، تلعب الإدارة الأمريكية دور المحلل السياسي بكل براعة، التدخل الروسي يزيد الوضع تعقيداً في سوريا، ويصمت البيت الابيض.

تتابع كل الأطراف الغارقة جميعها في دماء السوريين، الفرجة على الجثث، ثم تخشى انتشار الفكر المتطرف اليها، وحين تريد أن تحد من هذا الانتشار، ترسل طائرات لاتطفئ نارً بقدر ما تشعلها في عقول وقلوب كل من يرى أن دمه حلال على الاشقاء والاصدقاء، العرب بدورهم يرسلون المزيد من السلاح، لحسم المعارك التي لا يريد لها أي احد أن تنتهي، وترسم تعابير البلاهة على وجوه الساسة، الذي يتضامنون من أجل مكافحة الأرهاب،وهم صناعه ومسببوه.

 

الدم حلال هنا، وحرام هناك، وحيث أن المواثيق الدولة التي وضعت في القارة العجوز تقول إن كل فرد له الحق في الحياة، يحزن العام على ضحايا باريس فيما يجد سوري نفسه وحيداً أمام كل خساراته وبلا مجلس عزاء، يموت حزناً، وانتظاراً للقصاص الذي لن يأتي، فتجده الدولة جاهزاً ليكون منها وتكون فيه.

هم الرجال، ذات الرجال الذين صبروا أكثر من نبي الله يعقوب، كي يشعروا ولو ليوم واحد، أن قضيتهم محقة، وجدوا اليوم كل العالم، ينظر إلى عدوهم وقاتلهم  والمستبد الذي لا يشبع، على أنه حليف، ترمى الدماء مع اصحابها من جديد وللمرة الألف في جحيم التصريحات، ومن كان غير شرعي في الأمس وأيامه المعدودة، بات اليوم باق أو قد يكون يحمل مفاتيح الحل او بعضها.

هي عدوى الذاكرة المثقوبة ذاتها، بين هنا هناك، فلا تقل لمقتول لخمس سنوات، كي طبيعياً ولا تتطرف، إن لم تكن بقادراً على مساعدته في نيل حقه، إلا في باقية وتتمدد، وهو باق في خيرها يحيمها الله له، طالما يحرقها كي يبقى فيها.

قصي عمامة

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins